‏إظهار الرسائل ذات التسميات افكار. إظهار كافة الرسائل

عشرة أسئلة ستجعلك تعيد النظر في حياتك !!!!!





أسئلة اطرحها على نفسكهل تأتي عليك لحظات تشعر فيها باليأس من كل شيء، حتى من نفسك؟ هل تشعر بأن العقبات كثيرة أمامك؟ للوهلة الأولى، قد تعتقد أن المفتاح الذي سيساعدك على تخطي الصعاب صعب الوصول، لكن الحل ليس بعيدًا. فهو يبدأ منك ومن داخلك، ومن تغيير أمور بسيطة في حياتك، لكنها ذات تأثير كبير. إن شعرت بالتعب والاكتئاب، وإن كنت ترغب بالتغيير، فقط اطرح هذه الأسئلة على نفسك!
عشرة أسئلة اطرحها على نفسكمتى كانت آخر مرة شربت فيها الماء؟إن كان ذلك منذ أكثر من نصف ساعة أو ساعة، فاشرب كوب ماء، وخذ نفسًا عميقًا. 
متى كانت آخر مرة تناولت فيها الطعام؟إن كان ذلك منذ أكثر من ساعتين لثلاث ساعات، فعليك تناول شيء، ومن الأفضل أن يحتوي على الكربوهيدرات. ربما ستتفاجئ إن استطعت حل العديد من المشاكل بتناول بعض الطعام، فأدمغتنا تعمل بشكل غريب وتستجيب لتناول الطعام. 
متى كانت آخر مرة قمت فيها بالتمارين الرياضية؟يبعث الخمول على الاكتئاب والشعور بالإرهاق. فتعتقد أن الجلوس في هدوء وسكينة سيجعلك تحصل على الطاقة. لكن ذلك ليس صحيحًا، فنحن بحاجة للحركة، فأنت لا تحصل على الطاقة من العدم. أفضل طريقة تحصل فيها على السعادة والقوة، المشي أو الجري لأربعين دقيقة. إن كانت هناك صالة ألعاب رياضية قريبة، فيُستحسن أن تذهب إليها، فساعة من الأنشطة البدنية كفيلة بتزويد عقلك بهرمونات السعادة، حينها ستشعر بتحسن كبير. 
متى كانت آخر مرة قمت بها بفعل شيء يمنحك شعورًا بالإنجاز؟أحيانًا تشعر بالعجز حين لا ترى أية نتائج لجهودك. إليك طريقة للتغلّب على ذلك، قم بفعل مهمة مختلفة تمنحك شعورًا بالإنجاز، ولا يهم مهما كانت بساطتها. المهم أن تقوم بشيء يجعلك تشعر بالإنجاز وأنك تملك كامل السيطرة على حياتك. 
متى كانت آخر مرة تناولت فيها الفاكهة؟للأسف، هذا لن يحل أي شيء مباشرة. لكن تناول الفاكهة يمكن أن يساعد عقلك في التخلص من مشاعر التعاسة! 
متى كانت آخر مرة كافأت بها نفسك؟غالبًا نجد أنفسنا ننتظر التقدير من الآخرين، فحين نكون صغارًا لا مشكلة أن ننتظر ذلك من الوالدين. لكن حين نكبر فينبغي أن نكون الوالدان لأنفسنا! وعلى الرغم من حاجتنا لتقدير الآخرين، لكن لماذا ننتظر ذلك ونحن بوسعنا القيام بذلك؟! 
متى كانت آخر مرة نمت فيها لمدة طويلة؟حتى لو نمت بالأمس، فلن تستطيع حل مجموعة من الأمور حتى تحصل على 8 ساعات من النوم! ستجد أن كل جزء من جسمك يعاني من عدم حصوله على 8 ساعات كافية من النوم. 
متى كانت آخر مرة قلت فيها شيئًا جميلًا لأحد ما؟فمن الجميل أن تعبّر للأشخاص المحيطين بك ممن يمتلكون مواهب أو صفات جميلة بإعجابك وتقديرك، فلذلك تأثير مباشر على أفكارك ومشاعرك. 
هل عانقت أحدًا خلال اليومين الماضيين؟العناق أحد أهم الأشياء في الحياة، فالأطفال الذين لا يحصلون عليه بشكل كافٍ، يميلون للعصبية في كبرهم، كذلك الحال بالنسبة للكبار، فما المانع من عناق طفلك أو والدك؟ عليك ألا تشعر بالحرج من ذلك، فخمس دقائق دافئة لها تأثير على مزاجك! 
هل شعرت بالتعب مؤخرًا سواء جسديًا أو نفسيًا؟لا بد وأنك تعاني من ضغوط العمل والحياة، وتأثيرها عليك وعلى من هم حولك، حتى تصل لمرحلة فقدان السيطرة. حينها عليك أن تهدأ وتأخذ استراحة وتستلقي. خذ نفسًا عميقًا لخمس ثوانٍ، ثم الزفير لثمانِ ثوانٍ. كرّر ذلك، وقم بالاستلقاء مرة أخرى لعشر دقائق، ركّز على التنفس وليس على الأفكار التي في دماغك!

₪≈اٍّلَّتُّأمُّلَّ فّْيٌّ اٍّلَّرًّدٌّ ذهّْنِّيٌّاًٍّ قِّبّْلّ الرد فّْاٍّئّْدٌّةْ ذهبية≈₪ فقط انصت..



₪≈اٍّلَّتُّأمُّلَّ فّْيٌّ اٍّلَّرًّدٌّ ذهّْنِّيٌّاًٍّ قِّبّْلّ الرد فّْاٍّئّْدٌّةْ ذهبية≈₪
فقط انصت..
 مارك جولس


كتب مارك جولستون يقول: «في الوقت الحالي، هناك شخص ما في حياتك تريد الوصول إليه، ولكنك لا تستطيع، وهذا الأمر يفقدك صوابك . ربما يكون هذا الشخص في العمل أو مرؤوسا أو عضوا في فريق أو عميلا أو مديرا، أو ربما يكون شخصا يعيش معك في المنزل، شريك حياتك، ولي أمرك، أو مراهقا عنيدا، أو زوجك السابق الغاضب منك». إذا استطعت أن تجعل هذا الشخص يصل إلى حالة ذهنية هادئة ومتفتحة فمن المرجح أن تتمكن من حل الخلافات بينكما، سواء أظهرت هذه الخلافات على طاولة الاجتماعات أم طاولة الطعام. في هذا الكتاب ستكتشف تقنيات فعالة ومختبرة على أرض الواقع لتجعل الناس يقومون بما تريد منهم القيام به. مؤلف هذا الكتاب «مارك جولستون» طبيب نفسي في مجال الأعمال، وعلى مدى خمسة وعشرين عاما عمل الرجل مع شركات مختلفة من متوسطة حتى شركات ضمن قائمة 1000 شركة التي تصدرها مجلة فروتشن. ولدى الدكتور «جولستون» رؤية فريدة حول تحديات التعامل والتواصل مقترنة بما يزيد على ثلاثين عاما من العمل الطبي الاكلينيكي مكن بها أفرادا وفرقا ومؤسسات من إطلاق قدراتهم الكاملة. وقد عمل الدكتور «جونسون» أستاذا في معهد الأمراض النفسية والعصبية بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس على مدى أكثر من 25 عاما واختير كأحد أكبر الأطباء النفسيين في أمريكا أعوام 2009 و2005 و2004 من قبل معهد أبحاث المستهلكين في واشنطن العاصمة. سيساعدك هذا الكتاب على تحويل الأشخاص الذين يصعب عليك الوصول إليهم ويستحيل تعاملك معهم إلى حلفاء وزبائن أوفياء وزملاء مخلصين وأصدقاء العمر.



سر الوصول إلى الناس
بعض المحظوظين يبدون وكأنهم يمتلكون لمسة سحرية حين يتعلق الأمر بمحاولات إقناع الناس بخططهم وأهدافهم ورغباتهم، لكن في الحقيقة ليس في التواصل مع الناس سحر، بل هو فن.. وعلم، وهو أيسر مما تظن. لعلك على الأغلب لا تجد نفسك في مواقف كالتي يتعامل معها مفاوضو احتجاز الرهائن، ولكن بأي يوم من الأيام، من الذي تحاول إقناعه بفعل شيء ما ؟ الإجابة هي: كل من تقابل تقريبا فكل أشكال التواصل تقريبا هي جهد يبذل لاقتحام الآخرين، ودفعهم لفعل شيء يختلف عما كانوا يفعلونه قبل ذلك، لعلك تحاول أن تبيع لهم شيئا ما أو لعلك تحاول الحديث معهم بمنطق، أو لعلك بحاجة لإقناعهم بانك الشخص المناسب للوظيفة أو للترقية أو لبناء علاقة معينة. لكن ثمة تحد: للناس حاجاتهم ورغباتهم وأجنداتهم الخاصة، ولديهم أسرار يخفونها عنك، وكذلك هم متوترون ومنشغلون، ولديهم في الغالب شعور بأنهم غارقون لاذانهم. وللتعايش مع توترهم وخوفهم، فهم يقيمون حواجز ذهنية تصعب من الوصول اليهم، حتى لو كانوا يشاركونك الأهداف نفسها، ويكون مستحيلا تقريبا لو كانوا عدائيين. اقترب من أولئك المسلحين بالمنطق والحقائق فحسب، أو من يلجأون إلى المجادلة أو التشجيع أو الترافع، وستتوقع انك تستطيع الولوج اليهم، لكنك لن تستطيع على الأغلب بدلا من ذلك سوف يقضي عليك، ولن تجد أية إشارة لسبب حدوث ذلك.
الخبر السار هنا هو أن باستطاعتك الولوج إلى أولئك الأشخاص، بتغيير منهجك في ذلك فقط، فالأساليب التي يطرحها المؤلف في هذا الكتاب كانت فعالة مع مفاوضي احتجاز الرهائن وفي مواقف ميئوس منها تماما، وهي فعالة بالقدر ذاته. فان جربتها للتواصل مع رئيس العمل أو زميل العمل أو زبون أو زوجة فهي سريعة وسهلة وفعالة ويمكنك العمل بها على الفور. إن كل الإقناع يدور عبر خطوات تلك الدورة، وللانتقال بالناس من بداية دورة الإقناع إلى نهايتها عليك أن تتحدث معهم بطريقة تنقلهم:
**من المقاومة إلى الاستماع
من الاستماع إلى التدبر
** من الاستعداد للفعل إلى الفعل
** من الفعل إلى السعادة بما فعلوا والاستمرار في فعله.


تواصل مع نفسك أولا
السيطرة على عواطفك ليست فقط تتيح لك أن تكون قائدا عظيما بل هي أيضا المفتاح الأهم للتمكن من التواصل مع الآخرين، خاصة في أوقات التوتر وعدم اليقين، وذلك هو السر في قدرة مفاوض هادئ ومسيطر على الولوج إلى عقل شخص آخر يبدو أنه صعب المراس، والسر كذلك على النقيض في أن بكاء أو نواح أو عويل شخص آخر قد يسد إمكانية التواصل مع مستمعيه حتى لو كان هادئا ومتعاطفا.
من بين أهم ما يجب أن يتعلمه المرء هو كيفية التحكم في أفكاره ومشاعره، فمن هنا يبدأ في معظم الأحوال التواصل الناجح، وإتقان فن السيطرة على الذات سوف يغير من حياتك؛ لأن هذه القدرة سوف تمنعك من أن تصبح أنت أخطر أعدائك حين يتعلق الأمر بالتواصل مع آخرين في مواقف التوتر. وبالطبع لا تكون كل المواجهات الشخصية متوترة، لكن كثيرا منها يكون كذلك، وهي غالبا ما تبني أو تنهي مستقبلا مهنيا أو علاقة، وأكثر من ذلك أن المواجهات المتوترة هي تلك التي لا تكون مستعدا للتعامل معها عادة، كإجراء اتصال مبيعات أو التعامل مع عميل غاضب أو خوض مقابلة عمل صعبة أو مواجهة زوجة تتميز بالغيظ أو التعامل مع ابن مراهق متبجح، كل هذه المواقف يمكنها التأثير على عواطفك إلى النحو الذي لا يمكنك معه التفكير بوضوح، وحين يحصل ذلك تخسر. ومن ثم فان اول واهم قاعدة للسيطرة على موقف متوتر هي التالية : سيطر على نفسك أولا ولهذا تعملك مضيفات الرحلات الجوية وضع كمامة الأوكسجين على وجهك أولا قبل أن تضع واحدة لطفلك، واللطيف أن وضع نفسك تحت السيطرة هو أمر أبسط مما تظن.


السرعة هي كل شيء
في الواقع أنت تعرف على الأغلب كيف تتعامل بذكاء مع موقف متوتر وانت تعرف بالضبط كيف تنتقل من حالة الهجوم إلى الحالة العاطفية إلى حالة التصرف الذكي، لكنك للأسف لا تعرف كيف تقوم بذلك بالسرعة الكافية. واليك ما يحدث عادة بعد بعد دقائق قليلة من بدء المواجهة المتوترة تهدا قليلا ويتباطأ نبضك وتتباطأ أنفاسك قليلا، وبعد عدة دقائق أو ساعات تكتسب على الأغلب ما يكفي من سيطرة على ذاتك للبدء في التفكير في الخيارات وبعد مزيد من الوقت تبدأ في التفكير: هااا.. هذه طريقة ذكية للتعامل مع هذا. لكن حينئذ يكون الوقت قد فات على الأغلب، حيث تكون قد خسرت الصفقة أو نفر منك رئيس عملك أو زميلك أو اقتنعت حبيبتك بانك حظها العاثر أو تكون قد فوت اللحظة المناسبة لقول تعليق رائع أو ترك انطباع أولي رائع. فما هو الحل إذن ؟ في المواجهة المتوترة لكي تمنع نفسك من إفساد فرصة الاتصال الناجح بشخص اخر، عليك أن تسيطر على أفكارك وعواطفك خلال دقائق، وليس ساعات وباختصار انت بحاجة إلى التحول فورا من مخك الزاحف إلى الثدي البشري، وقد يبدو هذا مستحيلا لكنه ليس كذلك، والحقيقة أن باستطاعتك أو بالممارسة ان تفعل هذا خلال دقيقتين وحين تفعل ستتمتع بميزة على كل الباقين في المكان؛ لأنك ستكون الشخص الوحيد الذي فكر بشكل مستقيم.لكي تفهم طبيعة تأثير التوتر على قدرتك على الوصول إلى الناس عليك ان تعرف الخطوات العقلية التي تمر بها في وقت التوتر أو الأزمة و على الرغم من أن كل أزمة تبدو لك مختلفة عن سابقتها إلا أن عقلك يعاملها جميعا بالطريقة نفسها، ليس مهما طبيعة الأزمة، حادث تصادم بالسيارة، خسارة تعاقد بالعمل، جدل شديد مع شريك الحياة، فأنت تمر بتلك الخطوات بالترتيب ذاته في كل مرة تكون فيها مستاء. في أية أزمة صغيرة، قد تبدأ بمرحلة وسطى من تلك العملية وفي أزمة كبيرة سوف تبدأها من القاعة.. هذه العلمية يسميها المؤلف «التحول من النفور إلى القبول».

الناس تتغير إذا !
أن تجعل أحدهم يشعر بأنك تشعر به فهذا يعني أن تضع نفسك في موضعه، وحين تنجح في ذلك، يصبح بإمكانك تغيير آليات العلاقة في لحظة، وفي تلك اللحظة بدلا من محاولة كل منكما الحصول على أفضل شيء من صاحبه، فان كلا منكما يحصل على صاحبه وبهذه الخطوة الكبيرة يتحقق التعاون، التشارك، التواصل الفعال. ولعل الحرب الباردة قد انتهت واقعيا بالوصول إلى لحظة ذروة من تلك التي يعتريها التفهم، ففي لحظة تعتبر الان تاريخية وحين بدا أن محادثات الرئيس ريجان مع الرئيس السوفييتي ميخائيل جورباتشوف قد وصلت حد الجمود، نظر ريجان إلى ما وراء وجه خصمه العنيد ليجد زعيما يحب شعبه بحق.
وفي لحظة بساطة رائعة دعاه ريجان إلى أن يناديه «رون» ( في مقابل منطق دعنا نتشاحن كرئيس في وجه رئيس، ونضرب كعوبنا في الفراغ ). لم يقبل جورباتشوف دعوته فحسب بل انضم إلى ريجان في دعوته إلى إنهاء الحرب الباردة، وكانت تلك عملية قبول بالأحجام العالمية. إن أحد أسباب الفاعلية الكبيرة لشعور الشخص انه محل تفهم يكمن في الخلايا العصبية العاكسة وحين تعكس مشاعر شخص اخر فان الشخص يتجه إلى فعل المثل، فإذا قلت «أنا أتفهم طبيعة شعورك» فإن الشخص الآخر سوف يكون ممتنا لك وسيعبر على الفور عن امتنانه بالرغبة في تفهمك بالمقابل، أنها حركة بيولوجية لا يمكن مقاومتها، وهي التي تشد الشخص الأخر نحوك.على الرغم من قوة تلك الحركة فان الناس غالبا ما يقاومون استخدامها لأنهم يترددون في إقحام أنفسهم في مشاعر الآخرين الشخصية، خاصة في العمل، لكن إن بدت علاقتك مع شخص آخر متجهة إلى طريق مسدود فإن الإنجاز الفارق سيكون في إشعاره بأنك تشعر به وتتفهمه.


لا تصطنع بل اهتم بحق
انت لست فقط رهين أولئك الأشخاص الذين يقاومونك أو يرهبونك أو يغضبونك أو يثيرون سخطك، فانت كذلك رهين أخطائك حين تفشل في إيجاد طريق للتواصل مع أشخاص لا يعرفونك على الإطلاق أو أنهم يتصرفون كما لو انهم مهتمون بمعرفتك. لا تفكر أبدا في الإحباط، يمكنني تحقيق أي شيء أن أمكنني فقط إثارة اهتمام ذلك الشخص بي.. وهذا بالضبط هو ما نتحدث عنه. لكن انتظر: لقد ثبت في عبارتك هذه سر عدم قدرتك على التواصل… لماذا ؟ لأنك تركز كل انتباهك على ما يمكنك فعله لدفع ذلك الشخص إلى الاعتقاد بانك شخص رائع أو ذكي أو ظريف، وهنا يكمن الخطأ لأنك فهمت الأمر بشكل معكوس، ولكي تعرف السبب انظر إلى ما فعله اثنان من انجح الناس في هذا العالم.الانصات التام هو واحد من المصطلحات التي غالبا ما تقال في وصف «وارين بينيس» رئيس مجلس الإدارة والمؤسس لمعهد القيادة بجامعة جنوب كاليفورنيا وواحد من أكثر من قابل المؤلف في حياته إثارة للاهتمام، لكنك حين تكون بصحبته لا يهم في ذلك أن كنت من يركن له سيارته أو كنت المدير التنفيذي لـ«جوجل» فانه يجعلك انت محور انتباهه.
ما يعلمه بالفطرة اشخاص مثل «وارين بينيس» وبالطبع «ديل كارنيجي» وما زال يتعلمه اناس اصغر سنا ويتفوقون «ذكاء وحكمة» مثل «جيم كولينز» ومثلك أنت، هو أن السبيل لاكتساب الأصدقاء بحق والتأثير بأفضل الناس يكمن في أن تكون أكثر اهتماما بالاستماع لهم بدلا من محاولاتك إثارة اهتمامهم بك.
ومن منظور علوم المخ، إليك سبب ذلك، كلما زاد اهتمامك بشخص آخر، قللت من خلال مستقبلات الخلايا العاكسة. وهو ذلك الطموح البيولوجي لدى الشخص لان يعكس العالم مشاعره الخاصة. كلما فعلت ذلك زاد امتنان ذلك الشخص تجاهك وزاد التعاطف الذي يشعر به تجاهك فعليك إذن أن تكون مهتما بالطرف الآخر لا أن تحاول إثارة اهتمامه بك.
وكما يقول المثل القديم «ليس بإمكانك افتعال الصدق» كذلك لا يمكنك افتعال الاهتمام، فلا تحاول ذلك، وكلما أردت التأثير والتواصل مع أشخاص مميزين وناجحين كنت بحاجة للاهتمام الصادق.

اشعر الآخرين بقيمتهم
الناس بحاجة إلى من يشعرهم بقيمتهم، نحن بحاجة لذلك قدر حاجتنا للطعام، الهواء، الماء، فليس كافيا أن نؤمن في أنفسنا بأننا أصحاب قيمة، بل نحن بحاجة إلى أن نرى قيمتنا بادية في عيون الناس حولنا.
إشعار الناس بأن لهم قيمة تختلف عن إشعارهم بأن هناك من يشعر بهم، وكذلك يختلف عن إشعارهم بأنهم ملفتون للانتباه؛ لأنك هنا تمسهم على مستوى أكثر عمقا، وحين تشعر شخصا ما بقيمته فأنت تقول له: «ثمة سبب لوجودك وثمة سبب لنهوضك كل يوم من فراشك وفعلك كل ما تفعل. ثمة سبب لكونك جزءًا من هذه العائلة، هذه الشركة، هذا العالم، فوجودك يصنع فارقا. حين تشعر الناس بالأهمية فأنت تمنحهم شيئا لا يقدر بثمن، وفي المقابل فأنهم يصبحون مستعدين للذهاب ولو إلى نهاية العالم طاعة لك، ولهذا فإنك تجد من السبل -إن كانت درجة ذكائك العاطفية عالية- ما تظهر بها لمن تقدرهم – الوالدين، الأبناء، الزوجة، رئيس العمل، زميل العمل، حجم قيمتهم الكبيرة عندك. ستجد سبيلا تقول لهم به انهم جعلوا عالمك أكثر سعادة أو مرحا أو أمنا أو أقل توترا أو أكثر متعة أو أقل خوفا أو أنهم جعلوا كل شيء أفضل حالا وحسب.
اعتقد أنك متفق معي حتى الآن فكثير من هذا هو من البديهيات ولعلك تدرك أن هذه الإجراءات ستكون ناجحة بشكل رائع حتى هذه اللحظة. لكن هذا هو الجانب اليسير من المسألة والآن دعني أخبرك بشيء لعلك تجد إشكالا في تقبله، أريد إقناعك بأن من الفطنة أن تخرج قليلا على السياق لتسمح للأشخاص المزعجين بحياتك الشكاءين المتذمرين المعرقلين ليشعروا بأهميتهم كذلك. ولعلك الآن تقول على الأرجح: «هل أنت مجنون؟ ما الذي يدفعني لإشعار من يخربون حياتي بأن لهم أهمية مع أن الحقيقة على خلاف ذلك ؟ الإجابة بسيطة: من بين ما يشترك فيه معظم أولئك الذين ترتفع تكلفة رعايتهم ويسهل إغضابهم ويصعب إرضاؤهم أن لديهم شعورا بأن العالم لا يعاملهم بالعدل الكافي، وهم بالأساس لا يشعرون بأن لهم أهمية في هذا العالم، ويكون ذلك عادة لأن شخصيتهم المنفرة تقف أمام تحقيقهم للنجاح.

الابتعاد من نطاق الهموم
التوتر ليس شيئا سيئا، فهو يدفع للتركيز، عقد العزم، اختبار الهمة، لكن إذا تطور هذا التوتر إلى هم شديد ساعتها نفقد رؤيتنا لأهدافنا المهمة طويلة المدى ونبحث فقط عما يريحنا بشكل فوري، وعند تلك المرحلة ننشغل جدا بالبحث عن مخرج طوارئ مما نحن فيه من الم لكي يصل للحد المنطقي أو حد السيطرة. إذا حاولت التواصل مع أشخاص في حالة هم، فإن إضافة التوتر لما هم فيه قد يكون كارثيا، وذاك هو الخطأ الذي يحيل العديد من مواقف احتجاز الرهائن إلى نتائج مميتة، وهو خطأ كفيل كذلك بإفشال صفقة أو تدمير علاقة إن اتخذت تلك الخطوة الخاطئة فإن من يوشك على الوصول إلى حالة الهم سوف يستجيب بأحد هذه الأشكال:
** التصرف بلا وعي… نعم.. نعم.. خذ هذه… وتلك هي نتيجة سيطرة اللوزة على الدماغ حيث تبطل اللوزة عمل قطاع المنطق في المخ وتدفع الشخص للتصرف بعدوانية.
** التذمر اللفظي: ليست لديك أدنى فكرة عما أعانيه، لا يمكنك التواصل مع شخص ينفث ما بداخله؛ لأنك في المقابل تنطلق مدافعا عن نفسك ومتجها نحو الهجوم المضاد.
** كبت الغضب: لا لا شيء وهو يصر على أسنانه، والشخص الذي يختار هذا السبيل سوف يصدك بدلا من أن يسمح لك بالتواصل.
لكن ثمة خيارا يمكن لمن يعانون الهموم أن يتخذوه، إن أنت بينت لهم السبيل إليه : الزفير، فمن خلال الزفير فقط يتمكن الناس من معايشة مشاعرهم والتعبير عنها –كتصريف جرح- من دون مهاجمة للأخرين أو لأنفسهم. إنها الاستجابة الوحيدة التي تدفع المتوترين للاسترخاء وتفتح عقولهم على الحلول المتقدمة لهم من الآخرين، وهو ما يقدم بدوره فرصة للتخلص من مصدر التوتر ومنع تكراره.

حين تمنح شخصا مهموما حيزا للتنفيس مكانا ومسافة لكي يطلق أنفاسه، فإن الموقف لا يعود إلى حالته الأولى وقد بدأت بالفعل في تحسينه فبخلاف تهدئة الشخص المهموم، أنت تبني جسرا عقليا بينك وبين ذلك الشخص، وحين يبني ذلك الجسر، يمكنكما التواصل عبره.

اظهر ضعفك
يقول المؤلف إنه مثلي كمثل كل الشباب خاصة من الرجال، اعتقدت في مرحلة ما أن اكتساب الاحترام قرين بإخفاء الضعف خاصة لوالدي، لكنه كان يعني إخفاء الأخطاء ومواراة الخوف عبر صورة زائفة، لكني تعلمت العديد من الدروس في تلك التجربة المؤثرة. أولها أن الناس سوف يغفرون لك وربما يحاولون مساعدتك إن تحدثت بأمانة في شأن خطئك، وثانيها إن ما يغضب الناس ويحبطهم ليس امتناعك عن قول الحقيقة، بل أنه كل فعل تقوم به تحاشيا لقولها. ويضيف تعلمت كذلك أن الأفضل أن تحاول خلق الصلة مع الناس قبل أن تقع في الخطأ، وحين تنتظر إلى أن تقع في الخطأ لتسأل الناس المساعدة فإنهم سيجدون في ذلك محاولة لتحاشي العقاب ومع ذلك يبقى التواصل مع الناس بعد الوقوع في الخطأ خيرا من تحاشي التواصل معهم على الإطلاق.
إن الإقرار بشعور الضعف يقويك فهو يمنع من سيطرة اللوزة على الدماغ والذي قد ينشا عنها قرارات متسرعة وخيارات فاصلة في غاية السوء، وهو يسمح لك بالتنفس وليس بالانفجار، وفعل النقيض، فالتظاهر بانك بخير مع ان حياتك تنهار هو امر خطير وقد يكون مميتا. لكن اظهار الضعف ليس مجرد تنفيث لابخرة مكتومة، بل هو تواصل، وحين تكون خائفا أو مجروحا أو مهانا، لكن لا تزال مبقيا على غطاء من التورية مخافة ان تفقد احترام الاخر، فان هذا يحدث :
** يتسع خلل مستقبلات الخلايا العاكسة وتشعر بان لا احد يفهمك، لانك لا تمكن الاخرين من فهمك، ذلك ان احدا لا يملك اي دليل على ما يحصل لك، فانت متقوقع على نفسك والجرح ذاتي.
** والشخص الذي تخشى فقد احترامه يستطيع ان يقرأ محنتك ويتفهمها، لكنه بدلا من ذلك سوف يعكس التوجه الذي تستخدمه لمواراة محنتك، فاذا استخدمت الغضب للتورية على الخوف فلن تجد من الآحرين سوى الغضب، واذا كنت تستخدم أسلوب الافساد لتغطية شعور العجز فسوف تجد الشيء ذاته في المقابل.
حين تظهر ضعفك، حين تجد الشجاعة لتقول انا خائف أو انا وحيد، أو انا لا اعلم كيف اتجاوز ذلك، فان الشخص الآخر سوف يعكس على الفور مشاعرك الحقيقية، انها حقيقة بيولوجية لا يمكن مقاومتها، وسوف يعرف محدثك مدى السوء الذي تشعر به، وربما يشعر بالألم نفسه، ونتيجة لذلك فانه سوف يكون راغبا في ايقاف آلامك، ويقود ذلك إلى رغبة في المساعدة.. والرغبة في المساعدة تقود إلى حل.

ابتعد عمن ينشرون سمومهم
يحدثنا المؤلف عن جماعة يطلق عليها المعوزون، ويبين ان هناك العوز الخفيف وهو ليس بمشكلة، ثم هناك العوز الماص لدمائك، وهذا الصنف الثاني هو ما يجب أن تقلق منه.
المعوزون بشكل مرضي قد يستنزفونك تماما على الصعيد المالي أو العاطفي أو كليهما، أولئك هم من يبعثون برسالة مفادها «أنا بحاجة إليك لحل جميع مشكلاتي».. أنا لا أستطيع العمل لوحدي.. سعادتي تعتمد عليك كليا… إن تركتني فسوف أموت.. وبخلاف أصحاب الحاجة أولئك الذين يطلبون المساعدة في حين يكونون بحاجة لها ونقدرهم نحن حين يفعلون. فان أولئك المعوزين مرضيا في حال طلب دائم للمساعدة والاهتمام، ويستخدمون الابتزاز العاطفي للحصول على حاجتهم، ويعرضون الامتنان إن حصلوا على حاجتهم فقط كي يبقوك عالقا.المعوزون بشكل دائم يمتصون الحياة منك، لأنك مهما فعلت لأجلهم فلن يكون كافيا أبدا، هم لا يميلون نحوك التماسا لدعم طارئ بل يميلون عليك حتى يسحقوك، وبمجرد أن يلتصقوا بك فانهم لا يغادرونك أبدا.. حاول أن تخلعهم وسوف يتشبثون بك بقوة أكبر. يرفض أصحاب الحاجة أن يتخذوا قرارا أو يعالجوا مشكلة بأنفسهم، هم يريدون منك أن تقضي الساعات وأنت تمسك بأيديهم وتساعدهم في تصفية مشكلات حياتهم، فما أن تنتهي من حل أزمة إلا وجدتهم يولولون لك بشأن التي تليها، وستغرق أكثر فأكثر في هذا البحر من الرمال المتحركة مع كل مرة تحاول فيها إخراجهم منها. سوف تشعر كذلك بالاكتئاب والعجز إذا ما قضيت الكثير جدا من الوقت مع ذلك الشخص المعوز، لأنك سوف تستنزف ذاتك ولن تسمع شيئا من الشكر المقابل عدا أن يقول: «ما زلت كسولا مازلت حزينا لقد أخفقت لقد وعدت بإنقاذي لكنك لم تفعل، وتلك وصفة معتادة لحدوث خلل في استقبال الخلايا العصبية العاكسة.
هل من قاعدة ذهبية قبل الانصراف ؟ بالقطع إن أحسن سبل التواصل مع الناس هي أن يكون الناس قادرين كذلك على التواصل معك.

ما الصفات التي تميز الشخصيات الأكثر إنجازاً عن غيرهم؟



تختلف قدرة الأشخاص على الإنجاز، فقد يتساوى شخصان في حجم المجهود الذي يبذلانه لكنهما يختلفان تماماً في حجم الإنجاز الناتج عن هذا المجهود.
وفي هذا السياق أبرز "فوربس" عدداً من الأسرار التي تميز الأشخاص الأكثر إنجازاً عن الآخرين.
أسرار زيادة القدرة على الإنجاز والإنتاجية
السر
التوضيح
- التركيز على الدقائق لا الساعات

- الأشخاص العاديون يحددون جدول أعمالهم بالساعات وأنصاف الساعات أما الأشخاص الأكثر إنجازاً فيحددونه بالدقيقة، وينظرون إلى اليوم على أنه يتكون من 1440 دقيقة، ويحملون تقديراً هائلاً لقيمة الوقت لأنهم يدركون أن المال المفقود يمكن تعويضه واستعادته بل وأكثر منه، أما الوقت الذي يضيع فمن المستحيل استعادته مرة أخرى.

- وأكدت البطلة الأوليمبية السابقة "شانون ميلر" - أكثر بطلة أمريكية في لعبة الجمباز حاصلة على ميداليات وتعتبر من أعظم اللاعبات بالولايات المتحدة أنها تحرص على وضع جدول يومي يعتمد على الدقائق، فمن يريد إتقان إدارة حياته عليه أولاً أن يتقن إدارة دقائقه.
- التركيز على هدف واحد

- المنجزون الاستثنائيون يعلمون تحديداً أهم أولوياتهم ويخصصون فترة الصباح الأولى للعمل على إنجازها حيث تقل مشتتات التركيز في تلك الفترة، وينصح خبراء تنمية الموارد البشرية بتخصيص الجزء الأول من اليوم لإنجاز المهام التي تقدم أكبر فائدة للنشاط وتسرع ببلوغ الأهداف.

- أما الأشخاص الأقل إنتاجية فيميلون لاستخدام قوائم المهام الطويلة التي يعجزون عن إنجاز نصفها، وينعكس ذلك سلباً على حالتهم النفسية وقدرتهم على النوم المريح.

- توقع التصرفات الذاتية المستقبلية

- كثير من الناس يتخذون قرارات اعتماداً على توقعاتهم لتصرفاتهم المستقبلية، لكن في الكثير من الأحيان لا تتحقق تلك التوقعات فتكبدهم خسائر ونتائج سلبية متباينة، على سبيل المثال قد يشتري الشخص كميات كبيرة من الخضروات لأنه يعتزم تناول السلطة طوال أيام الأسبوع، لكنه لا يفعل ذلك في الواقع وينتهي الأمر بالخضراوات إلى سلة المهملات، أو يشتري جهازاً رياضياً لأنه يخطط لممارسة الرياضة بانتظام، لكنه لا يفعل ولا يُخرج الجهاز حتى من عبوته.

- أما المنجزون فلديهم القدرة على التنبؤ الصحيح بتصرفاتهم المستقبلية مما يمكنهم من صنع قرارات سليمة تعتمد على تقييم واقعي لنشاطهم الذاتي.

- التوزيع المناسب للوقت

- هناك دائماً العديد من المهام المطلوب إنجازها، وهي قائمة لا تنتهي، وحتى لا يضيع الإنسان في خضم هذه القائمة عليه تحديد الأشياء التي تحمل له قيمة أكبر في الحياة إلى جانب العمل، وهي تختلف من شخص لآخر، فهناك من يفضل قضاء الوقت مع العائلة أو ممارسة الرياضة أو مساعدة الآخرين.

- ويحرص المنجزون على تقسيم دقائق اليوم الـ 1440 بين هذه الأنشطة المختلفة.

- حمل مفكرة

- يحرص المنجزون على تنقية أذهانهم أولاً بأول بتدوين كافة الأفكار التي ترد إليهم في مفكرة يحملونها معهم أينما ذهبوا، ومن بينهم الملياردير البريطاني "ريتشارد برانسون" ــ صاحب مجموعة "فيرجين" ــ ورائد الشحن اليوناني "أرسطو أوناسيس" ــ أحد أغنى أغنياء العالم في زمانه.

- فالأول أرجع نجاح "فيرجن" لهذه الممارسة، والثاني كان ينصح رواد الأعمال بحمل مفكرة دائماً لتدوين كل شيء، ووصف ذلك بأنه "درس يساوي مليون دولار ولا تعلمه كليات الاقتصاد".

- التفقد السريع للبريد الإلكتروني

- الأفراد الأكثر إنتاجية لا يتفقدون بريدهم الإلكتروني طوال الوقت، بل يخصصون وقتاً محدداً خلال اليوم لتفقده بسرعة وكفاءة مثله مثل أي شيء آخر على جدول أعمالهم.

- تجنب الاجتماعات

- يحاول المنجزون تجنب حضور وعقد الاجتماعات قدر المستطاع، فهم يدركون أنها "تقتل الوقت"، فهي قد تبدأ متأخرة وتضم أشخاصا غير مناسبين وتستغرق وقتاً طويلاً وتتفرع لقضايا غير مرتبطة بالموضوع الرئيسي.

- وإذا اضطر الشخص إلى عقد اجتماع فعليه أن يحرص على تخصيص فترة قصيرة ومحددة لإنهائه.

- تجنب الأنشطة ذات الفوائد المحدودة

- اليوم لا يكفي لإنجاز كافة الأشياء المعروضة على الإنسان، لذلك عليه أن يركز فقط على الأنشطة التي تعطي فائدة عظيمة ويهمل الأشياء ذات الفوائد المحدودة.

- والمنجزون يتبعون قاعدة "80/20"، فهم يدركون أن 80% من النتائج الأكثر الإيجابية تأتي من 20% فقط من النشاطات الأكثر أهمية، فيركزون على هذه النشاطات ويتجاهلون البقية.

- عدم التردد في الاستشارة

- الأشخاص الأكثر إنتاجية لا يترددون لحظة واحدة في الاستفسار عن كيفية إنجاز المهام، فهم لا يسألون أنفسهم "كيف أنجز هذا الشيء؟" وإنما يسألون "كيف يتم إنجاز هذا الشيء؟"، فكل هدفهم هو إتمام المهمة على أكمل وجه وبأسرع وقت سواء بالجهود الذاتية أو الاستعانة بالآخرين.

- تخصيص أيام محددة لكل مهمة

- الشخصيات الأكثر نجاحاً تخصص أياماً محددة لأغراض محددة، فمثلاً تخصص أيام الإثنين لإجراء الاجتماعات والثلاثاء لمتابعة الأمور الإدارية والمالية وهكذا، وهذا يعزز كفاءة إدارة الوقت ويثمر أفضل النتائج.

- التعامل مع الشيء مرة واحدة فقط

- الكثير من الناس يؤجلون مهاما بسيطة لا يستغرق إنجازها بضعة دقائق طوال الوقت، فمثلاً يقرأون إحدى الرسائل على بريدهم الإلكتروني أو إحدى الفواتير المطلوب تحصيلها ثم يؤجلون بت القرار فيها لوقت لاحق.

- أما المنجزون فلا يسمحون بالتعامل مع نفس الشيء مرة واحدة فقط، فإذا تصادف وقوع نظرهم على هذا البريد أو هذه الفاتورة فإنهم ينهون الأمور المتعلقة بهما في نفس اللحظة طالما لا تستغرق سوى دقائق معدودة، وهذا يخفف الضغط النفسي على الشخص لأنه سيزيح هذه المهام البسيطة من الخلفية الذهنية، كما لن يضطروا لتضييع وقت آخر مستقبلاً لإعادة قراءتها والبت فيها.

- الروتين الصباحي

- معظم الناجحين لديهم هذا القاسم المشترك على اختلاف شرائحهم وهو الحفاظ على روتين صباحي يدعم أوضاعهم الصحية والنفسية لتعزيز أدائهم وقدرتهم على الإنتاج بقية اليوم.

- ومع اختلاف مكونات هذا الروتين من شخصية لأخرى فهناك قواسم مشتركة بينها جميعاً وهي دعم الجسم بتناول الفطور الصحي وقدر كبير من الماء الصافي وممارسة نشاط رياضي خفيف، ودعم الذهن بالأنشطة الروحية كالصلاة والتأمل والقراءة التحفيزية وتفقد الجرائد.

- الطاقة كل شيء

- الإنسان لا يستطيع زيادة عدد الدقائق خلال اليوم، لكن يمكنه زيادة مستوى طاقته الذاتية لاستغلال هذه الدقائق على النحو الأمثل، وتحسين مستويات الطاقة سيؤدي بطبيعة الحال لتعزيز الانتباه والتركيز والإنتاجية والقدرة على اتخاذ القرار.

- والشخصيات الأكثر نجاحاً يحرصون على دعم هذه الطاقة، فلا يتخلون عن إحدى الوجبات الرئيسية أو عدد ساعات النوم المناسبة أو فترات الاستراحة على عكس غيرهم الذين قد يفعلون ذلك من أجل تحقيق المزيد من المال أو مهام العمل وغيرها من الأمور المادية، فهم ينظرون إلى الطعام على أنه "وقود" و"النوم" على أنه "وسيلة للتعافي إعادة الشحن" وفترات الراحة على أنها "فرصة لزيادة الحماس للعمل".

ذاكر أقلّ، ذاكر بذكاء: ملخص محاضرة مارتي لوبديل في مشاكل المذاكرة – الجزء الثاني




فصّلت في الجزء الأول عدّة نقاط ومشاكل يواجهها الطلاب في تحصيلهم الدراسي، وكيف قدم مارتي لوبديل في محاضرته في جامعة بيرس بعض الحلول البسيطة لتلك المشاكل. وأضع بين أيديكم هذه المرة بقية ملخصي لتلك المحاضرة، مصحوبة بمحاضرة الرجل مرئية في نهاية المقال لمن شاء أن يرجع إليها.

المشكلة الخامسة: خدعة المعرفة

Dado-informação-e-conhecimento
كيف يبدأ أحدنا مذاكرته؟ تأتي بقلم تحديد أصفر أو أخضر أو أياً كان لونه، تلك الأقلام التي تبرز بها العبارات المهمة داخل الكتب، ثم تبدأ في قراءة الفصل الذي عليك مذاكرته، وتمر بقلمك في نفس الوقت على ما تراه مهماً.
ما يحدث في الغالب أنك تحدد ما تجده مهماً فور قراءتك له، ثم تنهي الفصل وتنتقل إلى غيره أو تعود إلى بدايته تراجعه مرة أخرى، وماذا يحدث حينها؟
تنظر إلى ما حددته بالقلم، ثم تقول “اه، هذه أعرفها!” تظن نفسك تذكرها. لكن ما يحدث هو أنك تتعرف عليها، لكنك ﻻ تذكرها! ما الفرق؟
مثلاً، أمسك مجلة في منزلك لم تنظر فيها منذ زمن، سينتابك إحساس أنك تعرف كل إعلان أو مقال في تلك المجلة، كلما قلبت صفحة قلت لنفسك “آه!، أنا أعرف ذلك المقال، أنا قرأت ذلك الإعلان من قبل!”. لم ﻻ نختبر ذلك؟ قبل أن تقلب صفحة في تلك المجلة، انظر إلى السقف وحاول توقع ما سوف تجده في الصفحة التالية!؟ لن تستطيع! هذا لأنك تخلط بين التعرف على الأشياء وتذكرها المبني على فهمها ودراستها.
بالعودة لمثال الاستذكار بقلم التحديد، فإن أغلبنا حين يعود للمراجعة بعد زمن أو حتى بعد أيام من استذكار ذلك الفصل الذي قمنا بتحديد المهم فيه، فإننا نقول لأنفسنا في كل مرة نرى جملة حددناها من قبل “آه، أنا أذكر هذه”، فننتقل إلى ما بعدها، وهكذا.
وبتلك الطريقة فإننا نضيع على أنفسنا مذاكرة أهم أجزاء في ذلك الفصل، لأننا وقعنا في فخ وهم معرفة تلك الجمل وفهمها لمجرد أننا تعرفنا عليها عندما رأيناها، لهذا نأتي في اليوم التالي في امتحان ونحن ﻻ نذكر شيئاً! ونضرب أخماساً في أسداس على العلم الذي نظن أنه تبخر من رؤوسنا بسبب رهبة الامتحان.
إذاً كيف أعرف أنني فهمت جملة ما أو قانوناً بعينه؟ حسناً، اقرأ تلك الجملة، ثم اقرأ الجملة التالية لها أو الجملة التالية مما حددته. ثم ارجع إلى الجملة الأولى، وانظر للسماء وحاول أن تُعبّر عن تلك الجملة بأسلوبك أنت.
أو في تجربة أخرى تستطيع استعمالها في أماكن عديدة في مذاكرتك، حاول كتابة تلك الجملة في دفتر تلخيص أو دفتر تسجل فيه ما تفهمه من كل فصل، لكن بأسلوبك أنت.
مثال على هذا: بعد إنهاء قراءة صفحة أو فصل وفهم رسوماته التوضيحية وقوانينه إن كان في باب من أبواب العلوم، وتطبيقها على مثال أو اثنين بنية فهم مبدأ عمل ذلك القانون، اترك الكتاب واجلب صفحة بيضاء لتكتب فيها كل النقاط التي تظن أنك فهمتها من تلك الصفحة أو الفصل الذي قرأته للتو، دون النظر إلى الكتاب، وقارن بين الاثنين.
هذا ليس اختبار نجاح ورسوب، بمعنى أنك إذا وجدت تحصيلك ضعيفاً، فانظر أي العناصر سقطت منك وأعد عليها مرة أخرى قراءة وأمثلة ونظراً في كتب أخرى إن تطلب الأمر ذلك! ثم بعد أن تتأكد أنك قد فهمت جيداً، كرر الأمر مرة أخرى، اجلب ورقة بيضاء وسجل فيها ما فهمته من الفصل.
كما أن النوم الجيد يساعد على حفظ المعلومات في الدماغ ومعالجتها بشكل أكفأ، إذا لم تكن تحظى بقريب من ثمان ساعات فإنك لا تساعد دماغك على إبقاء المعلومات داخله. لكن الطريف في الأمر كما يقول لوبديل، أن لا مال يمكن كسبه من إخبار الناس أن يحظوا براحة جيدة! لذا لا تسمعه كثيراً على التلفاز.
إذا كان لديك أشياء مهمة تريد إنجازها، ولا تشعر أن لديك وقتاً كافياً، فحينها عليك أن تحسب وقتك فيمَ ينقضي كل يوم، ثم تتخلص من بعض أنشطتك وتضحي بها في سبيل الحصول على ما تريد. تذكّر أن الناس لا تتبرع من أعمارها لأحد، وإن حدث فهو فيلم فانتازيا غير حقيقي من أفلام هوليوود. ولا يمكنك الحصول على كل ما تريد من متع الدنيا دون أن تقدّم بعض التضحيات من عمرك وصحتك وحياتك الاجتماعية.
وهذا يعني تنفيذ تجربة قد تكون مملة للبعض، تستخدم فيها مفكرة صغيرة، سواءً ورقية أو إلكترونية، وتسجل كل نشاط تقوم به في اليوم، مصحوباً بالوقت المستغرق، وكرر الأمر على عدة أيام، ثم فصّل تلك النتائج على لوحة أو ورقة كبيرة، لتكتشف كم الساعات الضائعة في نشاطات تافهة، وربما تشعر بالاستنكار إذا علمت أنك قضيت ثلاثين ساعة من أصل ثلاثة أيام في النوم فقط!!

المشكلة السادسة: كيف تقرأ الكتب؟

Girl-reading-book-
تشرح هذه النقطة أسلوب SQ3R:
  • Survey
  • Question
  • Read
  • Recite
  • Review
يقول مارتي أن الكتب العلمية أو الدراسية صُممت لا لتكون مثل الروايات، بل لتساعدك على التعلّم، لكن الطلاب لم يتعلموا كيف يستخلصوا تلك المعلومات بالشكل الأمثل من تلك الكتب.
وعلى عكس الرواية التي لا تريد النظر إلى آخر صفحة فيها لكي لا تفسد على نفسك متعة الحبكة الروائية، فإن الكتب الدراسية يجب أن تتصفح ما تريد مذاكرته أولاً قبل مذاكرته، فهذا أول جزء من SQ3R، وهو التصفح.
ثم تأتي بعد ذلك مرحلة طرح الأسئلة، فتنظر إلى ما يجذب انتباهك بين السطور وبين الصفحات، لتسأل نفسك كيف تعمل تلك الآلة، أو ما حجم ذلك الكوكب في الطبيعة، أو ماذا تفعل تلك اليرقة، ما هذه المعادلة، وهكذا.
فحينها عندما تبدأ فعلياً في قراءة الفصل أو الكتاب أو المادة، فإن دماغك يبحث لا شعورياً عن إجابة تلك الأسئلة، بدلاً من القراءة العمياء التي تشعر أنك أضعت وقتك في قراءة الكتاب بأكمله دون فهم لما فيه.
وحينها تصل إلى آخر مرحلتين، وهما اللذان تثبت فيهما ما درست عبر تدوين الأفكار وحل المسائل واستعراض الأمثلة، ومراجعة ذلك كله حين تدعو الحاجة لذلك، كأيام الامتحانات مثلاً. وحينها لا تكون كالذي يذاكر قبل الامتحانات بشهر واحد، فيضغط مادته العلمية، ثم يفرغها في أوراق الإجابة، ويخرج من باب قاعة الاختبار ليعيد تشغيل دماغه ويمسح آثار تلك البيانات!
و”أحد” أسباب تأخير الطالب لمذاكرته إلى ما قبل آخر العام الدراسي، هو إعلان جداول الاختبارات قبلها بمدة، بل أحياناً كنت أرى بعض الناس يتسابقون في الحصول عليها! حسناً ماذا ستفعل بعد الحصول على جدول اختباراتك مبكراً؟ بالطبع! ستعرف أي مادة تؤجل دراستها إلى آخر لحظة!!

المشكلة السابعة: فنون الاستذكار وتذكر الحقائق Mnemonics

mnemonics-1280
Mnemonics: تُطلق على أي نظام يُسهّل عملية التذكر فيما بعد.
ويقصد لوبديل بها الأسلوب الذي تتبعه لكي تتذكر تلك الحقائق العلمية والثوابت الطبيعية التي تقابلها أثناء دراستك، والتي قد لا تفهم بالضرورة أسبابها، مثل عدد الذرات في جزيء الماء، أو السنة التي وقعت فيها معركة اليرموك، أو عدد الأعصاب في عضو معين في الجسم، أو اسم البكتيريا التي تسبب مرضاً بعينه، أو درجة الحرارة التي ينصهر عندها الألومنيوم.. إلخ.
فتلك المعلومات قد لا تستطيع وضع سياق تفهمها به وتثبتها في رأسك، فتلجأ إلى الأسلوب التقليدي الذي اتبعناه جميعاً في مرحلة ما من أعمارنا، وهو الاعتماد على ذاكرة التكرار “Rote Memory”، أو في كلمات أخرى، بأسلوب “ثاني أكسيد الكربون لا يشتعل ولا يساعد على الاشتعال”.
والبدائل التي يطرحها لوبديل، بخلاف ما تقدم في شرح المحاضرة في هذا المقال، هي ثلاث وسائل مساعدة يمكن استخدام أي منها، وهي:
أول وسيلة: الاختصارات
أن تأخذ أول حرف من كل كلمة لموضوع معين ثم تجمعهم في كلمة واحدة.
من الفيزياء:
My Very Excellent Mother Just Served Us Nine Pizzas.
وأول حرف من كل كلمة في تلك الجملة يمثل كوكباً من مجموعتنا الشمسية، لا أدري هل عاد بلوتو كوكباً أم خرج من المعادلة.
Roy G Biv
وكل حرف أيضاً منها يمثل لوناً من ألوان قوس قزح. “Red, Orange, Yellow, Green, Blue, Indigo, Violet”
ويذكر لوبديل أن طالبة في صفه كانت تدرس الطب أخبرته أنها لا تعرف كيف تطبق تلك القاعدة فيما تدرسه، فهي لا تستطيع تحديد الشريان الذي يخرج بالدم المحمل بالأكسجين والذي يأتي بالدم غير المؤكسد.
فسألها أن تنظر في كتابها لتخبره بنص المعلومة كاملة، وبينما كانت الطالبة تقرأ عليه أن الشريان الأيمن هو الذي يحمل الدم غير المؤكسد، كان يسمع هو كل كلمة ويمثلها بحرف على السبورة.
ما قالته الطالبة:
The Right Atrium is the DEOxygenated
وكان ما كتبه على السبورة بعد سماعه لجملتها هو: Radeo
ووجدت أن الاختصار الجديد يسهل عليها حفظ المعلومة كثيراً، فبمجرد قراءة الكلمة يمكنها تذكر كلا المعلومتين، بدلاً من الحيرة بينهما في السابق. وبالتدقيق في الكلمة ستجد أن أحرفها مأخوذة من الجملة التي قالتها الطالبة، وقد جعلت حروفها كبيرة داخل الجملة ليسهل على القارئ تمييزها.
ثاني وسيلة: العبارات المسبوكة
أن تكون جملة أو عبارة مما تود تذكره، ولا يشترط أن توصل نفس المعنى أو حتى قريباً منه.
مثال: فك الأجزاء المتحركة من الآلات في عكس اتجاه عقارب الساعة، بينما إحكام ربطها يكون في اتجاهها.
فاتجاه عقارب الساعة ليس له علاقة بقوة ربط الآلات! لكنه وسيلة مساعدة على تذكر المعلومة دوماً.
ثالث وسيلة الصور المترابطة
ربط المعلومات بصور من حياتك الشخصية تساعدك على التذكر.
كيف تتذكر عدد السعرات في كل جرام من البروتين والكربوهيدرات، إذا علمت أن كل جرام من كليهما يحتوي على 4 سعرات؟
عندما طرح لوبديل هذا المثال ربطه بالسيارات، على النحو التالي:
CARbohydrates :4
PROtin :4
في المثال الأول، فإن أول ثلاثة أحرف من الكلمة هي كلمة سيارة بالإنجليزية، والسيارة لديها أربع عجلات! وكذلك المثال الثاني، فإن أول ثلاثة أحرف هي اختصار كلمة احترافي، والسيارة الاحترافية لديها أربع عجلات أيضاً!

الخلاصة

بنهاية هذا الجزء من المقال، آمل أن تستفيد مما ذكرته في هذا المقال، وأذكرك أن تعود إليه كل فترة لمراجعة تطبيقك لما فيه، فإن المرء تغلب عليه عادته، ويستغرق مدة غير قصيرة حتى يغير عادته التي مارسها لسنوات.
فقد رجعت بنفسي إلى مقال تجربة سكوت يونج لأقيس مدى استفادتي منه وتطبيقي لما فيه، واكتشفت أني خالفت أشياءً مما كتبت بيدي! وأنا الذي تابعت ملاحظاته عبر سنة كاملة ولخصتها! فما بالك بمن يقرأ المقال قراءة عابرة على أمل أن يستقر ما فيه داخل ذهنه ويطبقه؟
وبالنهاية، هذه محاضرة مارتي لوبديل إن شئت أن ترجع إليها:

ذاكر أقلّ، ذاكر بذكاء: ملخص محاضرة مارتي لوبديل في مشاكل المذاكرة – الجزء الأول





تحدّثت في مقال سابق عن تجربة مما وجدته على الإنترنت لشاب أنهى أحد مقررات MIT لأربع سنوات في عام واحد، دون الإلتحاق بالمعهد أو دون دروس إضافية. وكيف أنه يمكنك الإستفادة من طرق مذاكرته التي اتبعها.
Study Less
هذه المرة أقدّم إليك أيها القارئ ملخصاً آخر عظيم الفائدة لمحاضرة في جامعة بيرس، ألقاها البروفيسور مارتي لوبديل، أستاذ علم النفس بالجامعة وقتها، يستعرض فيها بعض المشاكل والنقاط التي تواجه الطلاب والدارسين، ويهدف إلى تقليل الوقت الذي تذاكره، مع تطوير أسلوبك في نفس الوقت لتذاكر بذكاء أكثر. 

المشكلة الأولى: كم من الوقت تستطيع الإستيعاب؟

stressed-out-studying
أظهرت نتائج دراسة أجريت في جامعة ميتشجن على عينة من الطلبة أن غالبية الطلّاب يفقدون قدرتهم على الإستيعاب بعد 25 إلى 30 دقيقة من بدء المذاكرة، حين يصل الطالب إلى إحساس “لقد قرأتها لكنها لا تثبت في رأسي!”.
ويذكر لوبديل مثالاً من حياته عن زميلة له حصلت على GPA قدره 1.0، فأخبرتها الجامعة أنها إن لم تتحسّن فقد تُطرّد من الجامعة، فعزمت على تطبيق قانون جديد على نفسها يلزمها بمذاكرة ست ساعات كل يوم لمدة خمس أيام في كل أسبوع. النتيجة؟ معدل GPA قدره 0.0!!
لهذه الأسباب فإن لوبديل يقول إن النصيحة بالدراسة أكثر وأكثر فقط ليست ناجحة دوماً، بل إنها قد تكون أسوأ في بعض الأحوال.
ويقول بأن النصيحة البسيطة الأولى للمذاكرة هي التوقف بعد أول نصف ساعة لأخذ راحة، خمس دقائق فقط ثم عد للمذاكرة مرة أخرى، ويقول أيضاً أن أغلب الناس يكفيها خمس دقائق لتستعيد نشاطها مرة أخرى، ويمكنك فعل أي شيء تحبه في تلك الدقائق الخمس كمكافأة لنفسك على استذكارك الفعّال في النصف ساعة الفائتة.
وبتلك الطريقة فإن زميلته تلك كانت لتذاكر خمس ساعات ونصف بكفاءة كل ليلة بدلاً مما كانت لتفعله وتسبب بطردها، وهو قسر نفسها على المذاكرة لست ساعات متواصلة لم تحصل منها شيئاً.
لنفترض أن تلك الساعات الست قد انتهت بكفاءة، وقد ذاكرت وحصلت على راحتك بين كل ثلاثين دقيقة، ماذا ستفعل بعد ذلك؟
تعطي نفسك مكافأة على ما فعلت، ربما طعام تحبه، كتاب تقرأه، نزهة تخرج فيها، إلخ. في الغالب تكون تلك المكافأة شيئاً تود فعله أثناء المذاكرة لكنك لا تستطيع أو ينتابك الشعور بالذنب حين تفعله، مثل تصفح الشبكات الإجتماعية مثلاً.
وتلك الطريقة فعالة فيما بعد إذ أنها تعوّد ذهنك على الإستيعاب أكثر فأكثر، خاصة لأولئك الذين يحتاجون لفترات دراسة طويلة، فتلك الطريقة تجعلك تعمل لساعة، ثم ساعة ونصف دون تعب، وهكذا.

المشكلة الثانية: أين تذاكر؟

DE7749DE-FD7F-4D79-9137-97E1E3C8680A
أجريت دراسة في جامعة هاواي عن المشكلة الأساسية التي تواجه الطلبة في المذاكرة، وكانت الإجابة أنهم لا يستطيعون الإندماج في المذاكرة بسهولة، لأن الغرف التي يقيم فيه الطلبة في المدن الجامعية عادة ما تحتوي على سرير وخزانة ومكتب صغير، فهو يذاكر ويأكل وينام ويفعل كل شيء في مكان واحد.
إذاً كيف تحدد الخطأ الذي ينبغي معالجته في إجابة أولئك الطلبة؟ هل نعطيهم أماكن أخرى للمذاكرة؟
يجري البروفيسور تجربة صغيرة مع الطلبة، فيسألهم سؤالاً عاماً ويرفع الطلبة أيديهم تلقائياً للإجابة عليه، ثم يسأل نفس السؤال لطالب واحد ضمن نفس المجموعة، فيجيبه مباشرة دون رفع يده.
ثم يسألهم عن الفرق بين طريقة الإجابة عن السؤال في المرتين رغم أن السؤال واحد والإجابة واحدة، لماذا رفع الطلبة أيديهم جميعاً في حركة آلية حينما سألهم، ثم أجاب واحد منهم دون رفع يده حينما وجه إليه السؤال بمفرده؟
ويقول أن ذلك التصرف الذي يفعلونه بطريقة آلية تعودوا عليها يحتاجون إلى تدريب عقولهم على مثله مع المذاكرة، فيجب تهيئة مكان خاص بالمذاكرة، ولا يفعل فيه أي نشاط سوى المذاكرة، بهذه الطريقة، فإن الدماغ والجسد معاً سيتعرفان على ذلك المكان تلقائياً فور رؤيته ويستعد تلقائياً للمذاكرة.
وكان الحل الذي تمت تجربته في تلك الدراسة بجامعة هاواي التي أسلفت ذكرها أن جعلوا للطلبة مصباحاً أخبروهم أن يضيئوه فقط عندما يبدأون بالمذاكرة، ولا يستخدمونه في أي شئ آخر. فكان الطالب يستخدم مصباحاً للمذاكرة ومصباحاً آخر لسائر شأنه في الغرفة من نوم أو تنظيف أو تغيير ملابس أو غير ذلك.
النتيجة أن درجات أولئك الطلاب تحسنت بمقدار درجة واحدة في الفصل الدراسي اللاحق للتجربة عمن سواهم، وذلك فقط بخطوة بسيطة!
شيء آخر ينبغي ذكره، وهو أنك جعلت الوظيفة الأولية لمكتبك ومصباحك هو المذاكرة، فكر بالأمر على النحو التالي:
  • ما الوظيفة الأولى لغرفة النوم؟ النوم!
  • ما الوظيفة الأولى لغرفة المعيشة؟ التواصل مع الناس والعالم أو مشاهدة التلفاز والنشاطات الإجتماعية
وهكذا فإن عليك الإبتعاد عن السرير أثناء مذاكرتك، أعطه ظهرك وواجه حائطاً خالياً من المشتتات، أضئ مصباحك الذي خصصته للعمل، وحينها سينشط دماغك وضع “أنا أذاكر الآن ولو أزعجتني فربما أقتلك!”. بالطبع يستثنى من ذلك من يستذكرون في بيوتهم وسط أهلهم، فأنا لا أمنعك أبداً من طاعة والديك.
أيضاً من المهم أن يكون المحيط هادئاً من حولك، لابد أن يركز عقلك على المذاكرة فقط، إذا كنت تغني مثلاً وأنت تذاكر في نفس الوقت، فإن عقلك سيظل يذهب ويأتي بين المذاكرة والغناء ولن تتذكر في الإمتحان سوى الجزء المفضل لديك، الغناء بالطبع!

المشكلة الثالثة: كيف تتذكر؟

5p54nj38-1386204731
لعل لديك ذلك الأخ أو الأخت الذين يذاكرون بأسلوب التكرار بلا نهاية، سواءاً كتابة أو ترديد شفهي، بانتظار لحظة سحرية تحول تلك التلاوات إلى تحصيل علمي سليم. بل لعلك تكون أنت من أصحاب تلك الطريقة أيضاً وتفضلها ﻷنك تخرج منها بفائدة!
تلك التلاوة هي Rote learning أو Rote memorization، أي التذكّر عن طريق التكرار.
وإن كانت تلك الطريقة ناجحة معك بحيث تجعلك تفهم المحتوى الذي تذاكره، فلا تغير من طريقتك إذاً! لكن بالنسبة ﻷغلبنا فإن تلك الطريقة غير ناجحة إﻻ في بناء قوالب صمّاء تفرغ في الإمتحانات ثم نخرج من فترة الدراسة وكأننا لم ندخلها أصلاً.
ربما لهذا تجد نفسك أحياناً أمام بعض خريجي الجامعات مندهشاً حين يناقشك في مسألة ما وتقول له ألم تدرسها يا ولدي في فترة ما من حياتك؟! فيجيب بأنه درسها لكنه نسيها أيضاً بانتهاء فترة الدراسة. هؤﻻء يتبعون أسلوب “إن لم أفهمها سأحفظها!”، الإسم متعلم والرأس خاوٍ!
الحل كما يقول لوبديل في أن تحدد ما إذا كان ما تتعلمه حقائق أم مبادئ.
الحقيقة هي تقرير لواقع ثابت ﻻ يتغير.
مثال: معرفة اسم عظمة داخل الجسد.. هذه حقيقة!
أما معرفة وظيفة تلك العظمة وكيفية عملها وعلاقتها بما حولها من العظام والأنسجة والغضاريف وغير ذلك يأخذك نحو معرفة المبدأ الذي تعمل به تلك العظمة وتتصرف وفقاً له.
ويقول أن الأساتذة في الجامعة إنما يريدون من طلابهم أن يستوعبوا المبدأ الذي تعمل به الأشياء وتتصرف وفقاً له، ﻷنك ما إن تفهم المبدأ فلن تنساه، أما الحقائق فيمكن الحصول عليها بسهولة من أي مكان، لهذا لدينا جوجل ومراجع وكتب.
بل لهذا لدينا امتحانات في بعض الجامعات تسمى “امتحان الكتاب المفتوح”، فيمكنك اصطحاب الكتاب معك إلى قاعة الإمتحان، لكنك لن تعرف الحلّ إذا لم تكن قد فهمت المبدأ الذي يُدرسه الكتاب. أيضاً لهذا في مسائل الفيزياء مثلاً توضع الثوابت في ذيل المسألة، فهي الحقائق التي ﻻ يهم حفظها كثيراً بقدر ما يهم فهم كيفية استخدامها في حل المشكلة أو المسألة.
ويلقي البروفيسور على سمع الطلاب 13 حرفاً ثم يطلب منهم بعدها مباشرة سردها عليه بنفس الترتيب الذي قاله، ثم يعيد التجربة مرة أخرى لكن بعد إعادة ترتيب الحروف لتُشكّل معنى.
في المرة الأولى لم يأت الكثير باﻷحرف على وجهها الصحيح، أما في المرة الثانية فقد خمّن البعض أن الحروف تشكل كلمة Happy Thursday، لذلك كانت أسهل في التذكر، لماذا؟ لأنها شكّلت معنى لهم، أو أدركوا مبدأ الكلمة وما تعنيه.

المشكلة الرابعة: كتابة الملاحظات

104356286
يختلف الطلبة في أخذ ملاحظاتهم في المحاضرات، فهناك من يكتب كل ما يخرج من فم المحاضِر، وهناك من يكتفي بتصوير السبورة! ومن يسجل النقاط العريضة والرسومات التوضيحية المهمة ثم يعود آخر النهار ليذاكر ما كتب ويبحث عنه بين الكتب إن أشكل عليه شيء ما “هذه كانت حالتي أنا شخصياً”.
ما رأيك إن قلت لك أن كل ذلك ﻻ يحصل لك الفائدة المثلى مما يقوله المحاضر؟ فكلنا نعود آخر النهار لنجد بضعة أشياء لم نفهمها مما كتبناه بأيدينا! بل ربما لن نعرف لما كتبناها باﻷساس. وللمفارقة، فإن أكبر نسبة ملاحظات ضائعة وغير مفهومة هي من نصيب أكثر الطلاب تسجيلاً، ذلك الذي يعد أنفاس المحاضر في دفتره، فتكاد أن تراه يسجل شيئاً مثل: “ولقد عطس المحاضر ووضع الورقة على المنضدة ولم يمسح أنفه!”.
وقد كان أحد أولئك الطلاب زميلاً لي أثناء دراستي، وكنا معتادين أن يظل يكتب ويكتب، ثم يتوقف فجأة وينظر إلى سطر سابق مما كتب في دهشة كبيرة، وهو يقول لنفسه “بصوت مسموع” ما هذا الذي كتبته؟! وينادي على المحاضر ليسأله عما كتبه هو بيده قبل لحظات!! حتى اعتاد المحاضر بعد ذلك أن يتوقف كل بضع دقائق ليسأل ذلك الطالب في تهكم إن كان لديه سؤال ما.
والحل هو أﻻ تقلق من أن يضيع شيء ما من كلام المحاضر، وتسجل ما تظنه مهماً باﻹضافة للنقاط العريضة والرسومات التوضيحية وغير ذلك. ثم بعد أن تخرج من الدرس مباشرة، تجلس إلى ما كتبت وتبدأ بالتفصيل قليلاً تحت كل نقطة مما سجلت. بهذا فإنك تقيد ما تناوله المحاضر قبل أن يذهب من رأسك مع زحام الطريق وإجهاد المحاضرات.
وإن حدث أثناء استعراضك للمحاضرة ولما سجلته فيها أن وقعت على شيء كتبته ولم تتذكر لماذا كتبته بالضبط، فابحث عن زميل دراسة لك، أو اذهب للمحاضر نفسه، فهذا هو السبب الذي يعمل من أجله، ولعلك لا تلاحظ هذا أحياناً، لكن هذا من أسباب سعادة المحاضر، أن يجد أحداً ما درس ما قاله وجاء ليسأله فيما استشكل عليه.
وإن كان ما تدرسه على الإنترنت، فستجد منتديات للعلم الذي تدرسه إن بحثت جيداً، هذا إن لم تكن الجهة المنظمة للدورة أو المادة هي من تنشأ مثل ذلك المنتدى بين الطلاب الدارسين.


Blog Tips
Blog Tips
2009@ سوالف عراقية

اشترك معنا في سوالف عراقية