الى كافة المغتربين : حذاري حذاري حذاري من العودة للوطن إلّا لأجل التغيير !!!!!!!!/( 1


الى كافة المغتربين : حذاري حذاري حذاري من العودة للوطن إلّا لأجل التغيير !!!!!!!!/( 1 

بعد غربة (21) سنة قررت زيارة بلدي الحبيب ، هبطت طائرة الملكية الأردنية في مطار بغداد في شهر تموز ،نزلت من الطائرة وحينما وطأت قدماي أرض بلدي قلت بسم الله لاحول ولاقوة الا بالله ثم أنطلقتُ فرحاَ لأستلام حقيبتي المشحونة .... وجاءت الحقائب بعضها فوق بعض ولعطل الحزام الدوّار تناثرت هنا وهناك فقلت ( بدَتْ الخربطة من المطار وما يُخفي البلد أكبر ) ضحك من سمع  ،المهم أخذت حقيبتي وأنطلقت وقبل الخروج للباب الرئيسي جاءني مسؤول مكتب سيارات الأجرة  وأعطاني تذكرة ب( 40)ألف دينار ( حسبته متسوّلاً!!)...قلت إن أخوتي في الباب بأنتظاري ...ضحك وقال لاأحد يستطيع الوصول للمطار ، ستلقاهم في ساحة عباس ، قلت له أيّ عباس ؟ قال بن فرناس .المهم أمر أحد سواقه ( أبو رَحْمه) بنقلي بعدما لغف ال(40) الف .أنطلق أبو رحمه مسرعاَ شاهدت قطع الدلالة المرورية فرأيتها منذ زمن الطاغية وقد تأثرت بفعل الظروف الجوية فلم تُبدّل رغم قلة كلفتها ودار الحديث مع أبو رحمه وسألته :لمن تذهب ال(40) ألف دينار ؟ قال لي (10)ولهم (30) وهكذا من كل سائق ، قلت ماذا تقصد ب ( لهم ) أقصد من هؤلاء ؟ ضحك وقال ..الحمد لله على السلامة ، لم تستغرق الرحلة لساحة عباس أكثر من (5) دقائق فقط (أيّ كلفتها داخل بغداد ( 4 ) آلاف دينار فقط  ، شكرت السائق ونسيت أن أسأله لأيّ حزب إسلاميّ يعمل فندمت ، ثم سألت وكأني أعاتب من قدّسته بعد الله ،أُحاكي من أسّر عقلي وقلبي وقلت له جئتك من كندا فلم أرى فيها ما رأيت فيك من مطار خربة وأنقاض هنا وهناك ونهب مليارات في جيب هذا وذاك !! ومررت بألمانيا فلم أرى مافيا مطارات ولا أحزاب ولا عصابات والكل يعمل بقول إمامك الذي ذاق منك الويلات علي (ع) ( إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ) رغم جهلهم له  !!!وعذراَ سيدي العراق دخلت المرافق الصحية في مطارات المشركين فرأيتها تلمع كاللؤلؤ فهي أنظف من مكتب رئيسك ومكاتب المسؤولين ، وفيها مجففات الهواء الحار والمناديل الورقية والصابون بعطر الياسمين  !!! لكن دخلت التي في مطارك ،أي مطار المسلمين الذين يتطهّروا والله يحب المتطهرين ، فرأيت العجب العجاب فلم أرى في حياتي أقذر وأنجس منها !! أأنت السبب ؟؟ أإسمُكَ ؟ أم أرضُكَ ؟ أم ماءُك ؟ أم هواءك ؟ أم سماءك ؟ أم نحن السبب ؟ نعم نحن شعب نسيك فنسيته  وعبد رئيسك وجَهَلك فجهلته فعذراً حبيبي نحن السبب بلا عجب  .  المهم ألتقيتُ بأخوتي وكدّتُ أشكُّ فيهم !! وجوه كالحة مكفهرة أصابها الجفاف والتصحّر وأنتزع منها بريقها وأبتسامتها !! وأنطلقت السيارة نحو بيتنا في الشعلة ببغدادي الحبيبة وسارت في شوارعٍ لم أعرفها من قبل وزاد شكّي في أني لست في العراق !!! شوارع مدمّرة ومتكسّرة  !! جُدُرٍ كونكريتية عازلة أصابت حبيبتي بسرطان الطائفية الفارسي !!قلت أنحن في بغدادِ ...أم إنهار الجرف وأنزلق العراق في وادِ؟؟ وصلت البيت فلم يكن بيتنا الدافيء المعطّر بالحب والحنان فقدْ فقدَ دفئه بفقدانه لرُكْنيه (رحمهما الله) . قلت لهم أحب الذهاب الى الكاظمية لأتذكر أيام ذهابي وإيابي للجامعة ومحطة باصات المصلحة ، وصلت الكاظمية واذا بها قد نزعت ثوبها العراقي الأصيل وألبسوها ثوباً لم أراه من قبل وكأني في فلسطين مُحتلّة من قبل الفرس فنقاط التفتيش هنا وهناك وكل منها يقوم بتفتيش جسمك من الرأس الى القدمين ! وترى العجم فيها أكثر من العرب !! وألبسوا الأمامين لباس الألوهية وأمروا قومهم بعبادتهما والتوسّل إليهما وطلب الحاجات منهما ، تجوّلت في شوارعها فلم تكن هي !! سألت أخوتي لمن هذه الصور التي ملأت أعمدة الكهرباء والساحات والجدران ؟؟ قالوا أُسكت لايضيعوك الصدريون !! قلت لهم بالأمس خفتم من البعثيين والآن تخافون من الصدريين ..الى متى الخوف من هذا وذاك ؟ ثم هل أن الصدريون هم البعثيون ؟ أم على طريقهم سائرون ؟ وهل عندهم أغتيالات بكاتم وسجون ؟وهل دستورهم (في سبيل العبث )وله منفّذون ؟ وهل قائدهم كقائد البعث المجنون ؟وهل له الرأي أم هو دمية تُدار بيد العجم الحاقدون ؟ قالوا أسكت ...فيهم أراذل القوم ( مكبسلون ) للمخدرات يتعاطون ولقتل الأشراف هم فاعلون ،ثم وقفت تحت صورة أبيه (رح) وقد كُتب عليها ( المحررون ، الناصرون ، المناصرون ،أل..ال..ال...) وسألته معاتباً : أعرف أن سيارتك (الداتسن) تاخذ أربعة ، أي ليش ما أخذته وياك إي شكو بقّيته هَم على العراق والعراقيين ؟؟ ) . وهنا أسأل : لم نكن نرضى عن الطاغية الذي جعلنا له صورة في كل ساحة فلماذا نرضى لأنفسنا أن نجعل الملايين من صور المعممين في كل ساحة وكل جدار وكل عمود كهرباء وكل مرافق صحية وقد شُوِّهت شوارع بغداد بملايين اللافتات ومنها ( يا وليّ / كُتبت على صورة الصدر ) ومنها ( يحفظكم الحسين ) و ( تحفظكم فاطمة الزهراء ) و ( تحفظكم أم البنين ) و ( يحفظكم علي ) ولم أرى لله لافتة وكأن الله محفوظاً بأهل البيت !! ونقول لسنا مشركين !!! ومن نفاقنا ما كُتب على صور الصدر(رحمه الله )  ( أنا حررتكم .......) و( المناصرون) و( يكفينا أنك قائدنا ) وووووألخ لاعجب في ذلك فنحن أهل ا لبيعة .ثم لِمَ ننكر فضل الله علينا بنهاية الطاغية على يد الأمريكان الأنجاس؟؟؟؟ تجوّلنا قليلاً ثم ذهبنا الى موقف باصات المصلحة فلم أجده ، وبعد دقائق وجدت باص طابقين مُتعَب هزيل وقد فقد بريقه وأصابه سرطان الصدأ وتكسّر زجاج نوافذه وأُستُبدلت بقطع من الورق السميك ( الكارتون ) وكُتب على مقدمة ومؤخرة وجوانب الباص ( محروسة سبع الدجيل ، محروسة أم البنين ، محروسة أبو الفضل ، محروسة المهدي ) وقد زُيّن الباص بصور معممين أسود وأبيض ( عراقيين أم فرس ..الله أعلم !!!)  تركنا الكاظمية المتلألئة بكهرباء لاتنقطع ولا دقيقة  ووصلنا الى شعلة الفقراء البؤساء الدائمة الظلام في عهد عدالة الأحزاب الأسلامية بقيادة أحفاد رسول الله (ص) !!!( يگولون ماكو لغف ). المهم رتّبتُ أوراقي لأذهب في الصباح الى دائرة الهجرة في الكرخ لأستلام حقوقي !!!! (( لاتفرحوا !! فاصل ونواصل )).

منقول عن كــامـــل الـــلامي 


0 comments:

Blog Tips
Blog Tips
2009@ سوالف عراقية

اشترك معنا في سوالف عراقية