تراث عراقي...فرقة طيور دجلة...زرياب يعــــــــود من جديد ( اتدلل )


تسلّط حلقة هذا الأسبوع الضوء على تجربة الفنان المايسترو العراقي علاء مجيد، قائد فرقة طيور دجلة للإنشاد في السويد.
ولد الفنان علاء مجيد في مدينة العمارة بمحافظة ميسان عام 1960، انتقل مع عائلته إلى بغداد وهو في الشهور الأولى من حياته، لذا فهو يعتبر نفسه بغدادياً، ومنتمياً إلى بغداد بكل عادتها وثقافاتها. أحب الموسيقى والغناء العراقي في سنوات الطفولة المبكرة، إذ نشأ في كنف عائلة متذوقة للغناء العراقي الأصيل، وكان والده يحرص على سماع أغاني ناظم الغزالي والغناء الريفي وأغاني كبار المطربين العرب.

بعد أن أكمل دراسته الابتدائية والثانوية في بغداد حلّق في سماء العاصمة في طلعات جوية فردية تمهيدا لدخول مجال الطيران، لكن حبه للفن دفعه إلى الالتحاق بمعهد الدراسات الموسيقية عام 1976، وكانت تسمى آنذاك بـ"معهد الدراسات النغمية" ليدرس آلة الناي والتراث العراقي والنظريات الموسيقية، ويواصل الدراسة في كلية الفنون الجميلة على يد أهم أساتذة وأعمدة الموسيقى في العراق، ومنهم روحي الخماش ومنير بشير و شعوبي إبراهيم وسلوى شامليان و بياتريس اوهانسيان وغيرهم.
وخلال سنوات الدراسة في المعهد عمل مع الفرقة القومية للفنون الشعبية وكانت له مشاركات أيضا مع فرقة التراث العراقي.تعود بدايات احترافه الموسيقى إلى عام 1981 عندما كلف بقيادة الفرقة الموسيقية لبرنامج "أصوات شابة" الذي كان يعده الفنان فاروق هلال، وظهر فيه اغلب الفنانين العراقيين الذين يتربعون على الساحة الفنية في الوقت الحاضر، أمثال كاظم الساهر ومحمود أنور ومهند محسن وهيثم يوسف وغيرهم.
وبدأ مجيد العزف مع الفرقة العراقية للموسيقى بقيادة الفنان منير بشير، وقاد أيضا الفرقة الموسيقية لعدة دورات في مهرجان بابل الدولي ومهرجانات عربية ودولية.يؤكد الفنان علاء مجيد أن الساحة الفنية شهدت ركوداً في بداية تسعينات القرن الماضي بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية التي كانت تمر بها البلاد، لكنه واصل العمل في قيادة الفرقة الموسيقية ومصاحبة اغلب المطربين العرب الذين كانوا يزورون بغداد في تلك الفترة، لكنه قرر أن يترك العراق في نهاية عام 1995 ليستقر في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وخلال فترة إقامته في الإمارات عمل في تلفزيون دبي وأسس فرقة موسيقية وعمل في قيادة الفرقة الموسيقية في برنامج "الفن وأهله" وبرنامج "نجم الخليج" في الدورتين الأولى والثانية، وأيضا في ليالي دبي ومهرجانات دبي للتسوق ومهرجانات فنية كانت تقام في المنطقة العربية.يصف فترة وجوده في الإمارات بالتجربة الكبيرة لأنها لم تخلُ من التحدي، بسبب نظرة الدول العربية السلبية للعراق خاصة عقب غزو الكويت، ويؤكد الفنان علاء مجيد أنه وغيره من الفنانين العراقيين عانوا كثيراً عندما كانوا يحاولون جاهدين إثبات وجودهم على الساحة الفنية وإقناع العرب بأنهم يحملون ثقافة العراق بعيدا عن التوجهات السياسية لنظام بلدهم.
بعد أحداث التغيير في 2003 ومقتل أخيه الصغير في أحداث العنف التي عصفت بالعراق بين 2004 و2006، وسيطرة جماعات مسلحة على بيته في العاصمة بغداد، ونظرة دول العالم إلى العراقيين جعلته يعيد التفكير في حساباته فقرر أن يبتعد أكثر عن الوطن ويقرر الهجرة إلى السويد.واصل في ستوكهولم العطاء الفني من خلال مشاركته في النشاطات التي تقيمها الجمعيات العراقية، وفي استفتاء أجرته الإذاعة السويدية الرابعة المهتمة بموسيقى الشعوب اختير واحداٍ من أهم خمسة موسيقيين مهاجرين إلى السويد خلال السنوات العشر الماضية، كما تسلم مهمة الإشراف على فرقة طيور دجلة التي تضم مجموعة من النساء العراقيات المقيمات في السويد ويدافعن عن حقوق المرأة العراقية ويطالبن بوقف العنف ضدها من خلال إحياء الأغاني التراثية.


0 comments:

Blog Tips
Blog Tips
2009@ سوالف عراقية

اشترك معنا في سوالف عراقية